ي ب د يفرض مناهج كردية مؤدلجة في الجزيرة السورية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 05.10.2017 00:00
آخر تحديث في 05.10.2017 23:42
حال الكثير من المدارس في سوريا من الأرشيف حال الكثير من المدارس في سوريا (من الأرشيف)

قالت وكالة آكي الإيطالية للأنباء إن الإدارة الذاتية الكردية تسببت بـ"كارثة تعليمية" في الشمال الشرقي السوري.

جاء ذلك في لقاء أجرته الوكالة مع الباحث السوري سليمان يوسف وهو سياسي سوري مهتم بقضايا الأقليات الذي قال إن تنظيم ب ي د (الذراع السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي) الذي يتحكم عسكرياً بجزء كبير من شمال سوريا يفرض منهجاً كردياً مؤدلجاً على الجميع ويستولي على المدارس الخاصة والعامة دون وجود أي اعتراف من أي مؤسسة تعليمية بشهادات هذا التعليم.

وقال سليمان يوسف: "تجتاح عاصفة المنهاج الكردي قطاع التربية والتعليم في محافظة الحسكة، وقد بدأ العام الدراسي الجديد وتوسعت معه حجم ومساحة الكارثة التي لحقت بقطاع التربية والتعليم الحكومي في محافظة الحسكة جراء فرض ما يسمى بالإدارة الذاتية الكردية، بقيادة ب ي د 'المنهاج الكردي' على طلاب المدارس الحكومية والخاصة، واستيلائها على مزيد من مدارس الدولة في قلب ووسط مدينتي القامشلي والحسكة، حيث المربعات الأمنية للنظام".

وأضاف "هذا منهاج كردي يتبع سلطة غير شرعية وغير معترف بها وبمناهجها ووثائقها وبكل ما يصدر عنها، من قبل أي جهة حكومية وغير حكومية داخل سوريا وخارجها. فماذا يفيد الطالب الحاصل على شهادة ثانوية بالمنهاج الكردي وما من جامعة في سوريا وخارجها تقبل به. ما تقوم به الإدارة الكردية هو تحطيم كامل لمستقبل مئات الآلاف من الطلبة. وإلا بماذا نُفسّر احتجاج غالبية الأكراد على المنهاج الكردي قبل المكونات الأخرى للشعب السوري".

وتابع "رغم رفض الغالبية الساحقة من أبناء المحافظة (كرداً وآشوريين/سرياناً وعرباً) للمنهاج الكردي المؤدلج وغير المعترف به، تصر سلطة الإدارة الكردية على فرض الأمر الواقع بالتواطؤ مع النظام الأمني في نظام الأسد، مما ترك أبناء المحافظة في حيرة من أمر نظام دكتاتوري قمعي ساوم مع سلطة غير شرعية على قطاع التعليم البالغ الأهمية والحساسية، وعلى مستقبل أبنائهم وحقوقهم في التعليم".

هذا وقد شهدت بعض الأحياء في الحسكة والقامشلي مظاهرات احتجاجية ضد فرض المنهاج الكردي، مطالبين حكومة نظام دمشق بالتدخل ووضع حد لتدخلات المليشيات الكردية في قطاع التربية والتعليم الحكومي. ومع بدء العام الدراسي الجديد، خرجت تظاهرة في حي غويران بالحسكة، احتجاجاً على فرض المنهاج الكردي، الأمر الذي دفع بالإدارة الكردية إلى إغلاق المدارس بشكل نهائي في هذا الحي وجميع سكانه من العرب.

وقال سليمان يوسف للوكالة الإيطالية: "إن مناهج الإدارة الكردية تعكس الصراع بين القوى المتنافسة على مستقبل الجزيرة السورية، عبر فرض مناهج تعليمية مؤدلجة تخدم وتُعزز سلطة الأمر الواقع. لقد فرض النظام الأسدي العروبي منهاجاً عروبياً بعثياً يتوافق مع أيديولوجيته القائمة على تقديس الفرد وسلطته، واليوم تفرض الإدارة الكردية منهاجها لتكرّيس أفكارها المتعلقة بتاريخ المنطقة القائمة على نهج التكريد والفيدرالية الكردية التي تعمل لجعلها أمراً واقعاً، وتمجيد الزعيم الكردي (الإرهابي) عبد الله أوجلان".

وخلص يوسف الى القول إنه "تم استبدال مادة التربية القومية التي كانت تُمجّد العروبة وحزب البعث، بكتاب جديد يدعى الأمة الديمقراطية، يُروّج لفكر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ويتضمن أفكار زعيم بي كا كا الإرهابي عبد الله اوجلان".