قال رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود برزاني، اليوم الجمعة، إن استفتاء الانفصال سيجري في موعده؛ الاثنين المقبل.
كلام برزاني، جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مهرجان شعبي في أربيل، لدعم الاستفتاء.
وبالرغم من إشارته إلى وجود "ضغوط دولية وإقليمية لتأجيل الاستفتاء"، إلا أن برزاني أصر على التأكيد أنه "لا تراجع عن إجرائه (..)".
ولفت برزاني، إلى أنه تساءل كثيراً عن سبب محاولات منع الاستفتاء، وأنه لم يجد جوابا على ذلك سوى الرغبة في كسر إرادة وكرامة سكان الإقليم.
وتابع "انتهى وقت المطالبة بتأجيل الاستفتاء، ولست ذلك الشخص الذي يخذل شعبه".
ورأى برزاني، أن قرار الاستفتاء "خرج" من يديه ومن يد الأحزاب في الإقليم.
وأشار إلى أن "دستور البلاد يقول: اتحاد العراق، لا وحدته، واليوم في العراق هناك دولة مذهبية، وليس مدنية ديمقراطية".
وأوضح أن الإقليم توصل الى قناعة بعدم استطاعته العيش مع الحكومة المركزية في بغداد.
واعتبر رئيس الإقليم أن "بغداد لم تلتزم بالدستور والشراكة".
وتابع ، "بعد 2003، اعتقدنا أن هناك فرصة لعراق جديد بعد كل الظلم الذي تعرض له شعبنا لكن للأسف تبيّن لنا بعد فترة قصيرة أن أغلبية السياسيين الموجودين في بغداد ينتهجون ممارسات النظام السابق ذاتها، وتوصلنا منذ سنوات إلى قناعة بعدم إمكانية البقاء مع بغداد".
واستطرد قائلا، إن قرار الاستفتاء تم اتخاذه قبل 7 يونيو/ حزيران الماضي، لكنهم كانوا يظنون أنه مجرد ورقة ضغط أو مخرج للخلاص من الأزمات الداخلية، وعوّلوا على انقسام الكرد، لكن الاستفتاء خرج عن كونه قرار حزب أو جهة واحدة".
وأشار إلى أن "بغداد عمدت إلى التهديد، بعد إعلان الاستفتاء، دون محاولة تصحيح سياساتها الخاطئة".
إلا أن برزاني، استدرك، وأعرب عن استعدادهم للحوار، "ولكن بعد إجراء الاستفتاء".
وبيّن أن "الاستفتاء ليس لتحديد حدود جديدة مع العراق، ولا يهدف إلى فرض أمر واقع".
وأكد استعدادهم للتعاون مع الجيش العراقي، والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف رئيس الإقليم، "هناك من يقول إن الاستفتاء مجازفة، ونحن أيضا، ولكن أن يقرر شخص آخر مصيرك هي أكبر مجازفة، بل الموت بعينه".
وقال إن "دولة كردستان، ستكون لجميع المكونات، والحكم بها سيكون فدرالي ديمقراطي تعددي بمشاركة الجميع".
برزاني، لفت إلى أن "مجلس الأمن عبر عن قلقه مؤخرا، بان الاستفتاء سيؤدي إلى فقدان التركيز على محاربة داعش، وأنا أقول لهم باسم البيشمركة (قوات الإقليم)، إننا سنكون أكثر إصرارا من ذي قبل على محاربة هذا التنظيم الإرهابي".
يشار أن مجلس الأمن حذر، في بيانه من أن "إجراء الاستفتاء المزمع من شأنه تقليل الجهود المبذولة لضمان العودة الآمنة والطوعية لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومشرد داخليا".