مع ترسخ الدور الروسي في سوريا، عسكريا وسياسياً، تواصل الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مناطق في محافظتي إدلب وحماة المتجاورتين.
وقد أوقع القصف الذي تشارك فيه طائرات للنظام السوري خلال 48 ساعة اكثر من 20 قتيلا مدنيا رغم أن المنطقتين المستهدفتين مشمولتان باتفاق خفض التوتر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي القصف الجوي رداً على هجوم شنته هيئة تحرير الشام الثلاثاء ضد مواقع لقوات النظام، إذ بدأت مع فصائل عسكرية أخرى الثلاثاء هجوما ضد مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي، الا انها لم تتمكن من الحفاظ على مناطق تقدمت اليها امام الرد العنيف من الطائرات الحربية.
وافاد المرصد السوري ان "الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام تكاد لا تفارق اجواء ادلب وحماة"، مستهدفة مناطق في المحافظتين بعشرات الغارات منذ فجر الثلاثاء. واستهدفت الغارات قرى ومدنا في ريف حماة الشمالي بينها كفرزيتا وقلعة المضيق، واخرى في محافظة ادلب بينها مدينة خان شيخون وبلدة كفرنبل.
وأسفر القصف الجوي الروسي الخميس، وفق المرصد، عن مقتل أربعة مدنيين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة في خان شيخون. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ الثلاثاء الى "22 قتيلا مدنيا وعشرات الجرحى".
هذا وقد تراجعت الخميس حدة الاشتباكات في الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وادلب، بعد معارك طاحنة خلال اليومين الماضيين، وفق المرصد.
وكانت روسيا وايران، ابرز حلفاء النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة، توصلت في ايار/مايو في اطار محادثات استانا، الى اتفاق لإقامة اربع مناطق خفض توتر في سوريا. ثم اتفقت الدول الثلاث الجمعة الماضي على نشر مراقبين منها في منطقة خفض التوتر الرابعة التي تضم ادلب واجزاء من محافظات حماة واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) المحاذية لها.
ويستثني اتفاق خفض التوتر كلا من تنظيم داعش الإرهابي وهيئة تحرير الشام.
* معركة دير الزور:
على صعيد المعارك في مدينة دير الزور، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، إنه سيتم تحرير كامل مدينة دير الزور بحلول الأسبوع المقبل.
فقد نقلت وكالة "تاس" الروسية عن إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، القول إن " قوات النظام السوري باتت تسيطر على 85 % من مدينة دير الزور، وإن التحرير الكامل للمدينة سيتم خلال أسبوع".
وأضاف أنّ "قوات النظام السوري نفذت خلال الأيام الماضية هجمات موسعة لتدمير آخر موطئ قدم لتنظيم داعش الإرهابي قرب مدينة دير الزور".
والاثنين الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قوات النظام في دير الزور، "اجتازت بدعم من الطائرات الروسية، نهر الفرات باتجاه الضفة الشرقية، لأول مرة منذ فك الحصار عن المدينة مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري".
وفي 5 سبتمبر/ أيلول الحالي، أعلنت قوات النظام السوري المدعومة جوًا من روسيا وبراً من إيران فك الحصار عن الجزء الغربي من دير الزور بعد 3 سنوات من فرضه من قبل "داعش"، بعد تقدمها إلى المدينة عن طريق بادية حمص.
وبالتزامن مع تقدم قوات النظام، يواصل "ب ي د/ بي كا كا"، تقدمه نحو المدينة من شمال شرقي ريف المحافظة، بعد إعلانه عن عمليته المدعومة أمريكيًا في 9 سبتمبر الحالي.