يشارك الزوار الأتراك لمدينة القدس في الاحتجاجات الفلسطينية المستمرة منذ الأحد الماضي، على نصب السلطات الإسرائيلية بوابات تفتيش إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى.
وأصيب منذ أمس الأول الثلاثاء، ثلاثة مواطنين أتراك جراء قمع القوات الإسرائيلية للاحتجاجات الفلسطينية.
ورغم شوق الزوار الأتراك إلى دخول المسجد الأقصى، إلا أنهم فضلوا المشاركة في الحركة الاحتجاجية، عبر أداء الصلاة خارج بوابات المسجد.
واليوم الخميس، تحدثت الأناضول مع أول المصابين الأتراك الثلاثة؛ هدايت أقصوي، الذي أصيب برصاص مطاطي في يده، مساء الثلاثاء الماضي.
وقال هدايت أقصوي "بدأ المصلون الاحتجاج بعد صلاة العشاء، وحاولت الشرطة الإسرائيلية القبض على شابّة فهب الناس لمنعهم، واشتبكوا مع الشرطة، عندها سقطت على الأرض، وتمكنت من النهوض بعد فترة، ومن ثم شعرت كما لو أن حجرًا ألقي على يدي، وعندما نظرت وجدت الدم يتدفق من يدي".
وتلقى أقصوي الإسعافات الأولية في عيادة ميدانية، ثم نقل إلى مستشفى حيث تم تقطيب إصابته.
وعن شعوره بما مر به، يقول أقصوي: "أنا ممتن لمشاركتي الفلسطينيين في ما يتعرضون له، وأشعر بالأسف الشديد لأنهم يعيشون على هذا المنوال، الحياة تحت السلاح صعبة جدًا".
من جانبه، قال مساعد نائب الأمين العام للبرلمان التركي، إرباي كوجيت، الذي يزور القدس مع وفد من المواطنين الأتراك، في حديث للأناضول، إنهم وصلوا القدس ليلة بدء الأحداث، ولم يتمكنوا من دخول المسجد الأقصى، ويصلون منذ ذلك الحين الفجر والمغرب والعشاء مع الفلسطينيين خارج بوابات المسجد.
وأوضح كوجيت، أنه والزوار الأتراك يشاركون الفلسطينيين في مشاعرهم، ويشهدون على محنتهم، وكثيرًا ما ذرفوا الدموع تأثرًا بما يجري.
واستدرك أن الدموع لن تحل المشكلة، وقال: "بإذن الله سنشهد في هذا الموقف فائدة، لأن تركيا دولة كبيرة، وسنعمل على تقديم مساعدة أكبر لإخوتنا".
أما الطبيب "شريف أونان"، فقال: "عندما كنا في تركيا لم نكن نعرف أن الوضع هنا على هذه الدرجة من السوء، نشعر بالخجل الشديد، ليتنا أتينا من قبل ووقفنا إلى جانب أشقائنا".
ومساء اليوم، أصيب 22 فلسطينيًا، ومواطنان تركيان، جراء اعتداء الشرطة الإسرائيلية بالضرب، والرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع على المعتصمين أمام باب "الأسباط"، أحد أبواب المسجد الأقصى بحسب مصادر طبية.
وأفادت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومي)، أن 22 شخصا تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وصفت إصابات اثنين منهم بأنها "خطيرة"، إضافة إلى مواطنين تركيين اثنين.
وأوضحت أن المواطنين التركيين أصيبا برصاص مطاطي، وأنه تم إسعافهما.
ويحتج الفلسطينيون، في مدينة القدس، منذ الأحد الماضي، على وضع الشرطة الإسرائيلية بوابات تفتيش إلكترونية على مداخل الأقصى، ويصرون على إزالتها.
ويرفض المصلون دخول المسجد من خلال هذه البوابات، ويقيمون الصلاة في الشوارع المحيطة به؛ حيث يعتبرون أن إسرائيل تريد من وراء تلك البوابات إثبات فرض سيادتها على الأقصى.
كما تغلق الشرطة الإسرائيلية، منذ مساء أمس الأربعاء، بوابات البلدة القديمة من القدس المحتلة أمام الفلسطينيين، ولا تسمح بالعبور إلى داخلها سوى المسجلين بأنهم سكان فيها.
يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).