التقى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء في مستهل مسعى أمريكي جديد لإحياء جهود السلام في الشرق الأوسط.
ووصل كوشنر، وهو مطور عقاري قليل الخبرة بالدبلوماسية الدولية ومفاوضات السلام، إلى إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء في زيارة تستغرق نحو 20 ساعة.
وأظهرت لقطات مصورة كوشنر (36 عاما) وهو يصافح ويعانق نتنياهو مع استعدادهما للجلوس مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن والسفير الأمريكي لدى إسرائيل وغيرهما من كبار المسؤولين في محادثات تمهيدية.
وقال نتنياهو "هذه فرصة للسعي من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة الخاصة بالأمن والازدهار والسلام".
وأضاف "جاريد .. أرحب بك هنا بهذه الروح. أعلم جهودك وجهود الرئيس وأتطلع للعمل معك لتحقيق تلك الأهداف المشتركة".
ورد كوشنر "يبعث الرئيس بخالص تحياته ويشرفني أن أكون هنا".
ولم يتحدث كوشنر للإعلام أو يتلقى أسئلة من الصحفيين مواصلا نهجا حذرا يتبناه منذ أن تولى ترامب السلطة في يناير كانون الثاني.
وقال البيت الأبيض لاحقا في بيان إن المسؤولين الأمريكيين والزعماء الإسرائيليين "أكدوا أن تحقيق السلام سيحتاج إلى وقت وشددوا على أهمية فعل كل شيء ممكن لتهيئة أجواء ملائمة لصنع السلام".
وعقب ذلك، سافر كوشنر إلى رام الله بالضفة الغربية المحتلة لإجراء محادثات على مدى ساعتين مع عباس بعد الإفطار.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس إنه جرت مناقشة جميع القضايا الرئيسية في الصراع.
ووصف مسؤولون أمريكيون الزيارة بأنها جزء من جهود لإبقاء النقاش مستمرا فضلا عن إطلاق مرحلة جديدة من عملية السلام مضيفين أن كوشنر وجيسون جرينبلات الممثل الخاص لترامب في المفاوضات الدولية سيعودان إلى المنطقة مرارا على الأرجح.
ويعتبر ترامب أن اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيكون "الاتفاق النهائي" وجعل ذلك ضمن أولوياته منذ أن تولى رئاسة الولايات المتحدة. وكان ترامب استقبل نتنياهو وعباس في البيت الأبيض كما زار المنطقة الشهر الماضي.
لكن لم يتضح بعد أي منهج سيتبعه ترامب، من خلال كوشنر و جرينبلات، لحل أحد أصعب الصراعات في العالم.
وعلى مدى عقدين على الأقل كان هدف الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة هو تحقيق "حل الدولتين" وهو ما يعني دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام بجوار إسرائيل.
لكن عندما التقى ترامب نتنياهو في واشنطن في فبراير شباط قال الرئيس الأمريكي إنه لم يحسم بعد موقفه من "حل الدولتين" قائلا "أنظر في (حل) الدولتين أو دولة واحدة والذي سيفضله الطرفان".
وفي الماضي منح نتنياهو دعما مشروطا لحل الدولتين. لكن قبل فوزه الانتخابي في عام 2015 تعهد بألا ترى الدولة الفلسطينية النور في عهده.
وخلال مناقشات تمهيدية مع جرينبلات قبل زيارة كوشنر قالت مصادر فلسطينية إن عبارة "حل الدولتين" لم ترد.
وقالت مصادر فلسطينية إنها تلقت طلبا بوضع قائمة من 12 مطلبا يتعلق بأي مفاوضات قبل لقاء كوشنر وعباس.
وأضافت المصادر أنها اعتبرت ذلك تدريبا مفيدا على التركيز في العناصر الرئيسية وليس تبسيطا لمسألة معقدة.
وقال مسؤولو إدارة ترامب إنه في حالة إحراز تقدم بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فإن الإدارة لا ترغب في أن تتعطل العملية بل ستتحرك بسرعة أكبر نحو حل قضايا ما يسمى "الوضع النهائي" وهي القدس واللاجئون الفلسطينيون والموارد المائية والأمن والحدود.