تخليدا لذكرى الشهداء الأتراك الذين استشهدوا قبالة سواحل قطاع غزة، عام 2010، وهم يحاولون كسر الحصار عنه، أنشأت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، "تكية" باسم "شهداء أسطول الحرية".
وتقدم "التكية" الطعام الطازج لفقراء قطاع غزة، بشكل يومي خلال شهر رمضان.
والتكايا، هي مبانٍ ترجع نشأتها إلى العصر العثماني أنشئت لإطعام الفقراء وعابري السبيل، والمتفرغين للعبادة، بحسب بعض المراجع التاريخية.
ويقول محمد كايا، مدير فرع (IHH) في قطاع غزة، إن مشروع التكية، افتتح العام الماضي، وتزداد أهميته خلال شهر رمضان.
وقال كايا "تهدف تكية (شهداء أسطول الحرية) إلى تخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة، وتوفير الطعام للأسر والعائلات الفقيرة".
وأضاف:"التكية تقدم وجبات طعام مختلفة بشكل يومي، يستفيد منها 600 شخص من مناطق مختلفة من قطاع غزة".
وأوضح كايا، أن تكلفة المشروع التأسيسية وصلت إلى 70 ألف دولار أمريكي.
أما التكاليف الشهرية للتكية، فتصل إلى 24 ألف دولار.
وبيّن أن المؤسسة تقوم بالتعاون مع لجان الزكاة في قطاع غزة، باختيار العائلات الفقيرة وتقديم الطعام لهم بشكل مجاني.
وذكر أن مؤسسته تنوي تطوير المشروع لكي يستفيد منه أكثر من 2000 شخص من فقراء وأيتام قطاع غزة.
وتقدّم تكيّة شهداء أسطول الحرية، أصنافاً مختلفة من الطعام تشمل "الأرز، واللحوم البيضاء والحمراء".
وبحسب كايا، فإن الهيئة أطلقت اسم "شهداء أسطول الحرية" على التكية، إحياءً لذكرى شهداء سفينة "مافي مرمرة"، الذين استشهدوا على يد الجيش الإسرائيلي قبالة شاطئ قطاع غزة.
وكانت قوات البحرية الإسرائيلية، قد قتلت 10 متضامنين أتراك، بتاريخ 31 مايو/أيار 2010، خلال هجومها على أسطول بحري، يحمل متضامنين غالبيتهم من الأتراك حاولوا فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وافتتحت هيئة "IHH" التكية بداية شهر سبتمبر/أيلول 2016، بهدف مساعدة الأسر الفقيرة، حيث تقول تقارير أعدتها مؤسسات دولية، إن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.
وتمتلك (IHH) فرعا دائما في قطاع غزة، منذ عام 2009، ويتركز عملها على دعم وكفالة الأيتام، ومساعدة الفقراء.
والتكية ليست مفتوحة للجمهور، بل تقدم خدماتها فقط للعائلات الفقيرة، والتي يتم اختيارها، بالتعاون مع لجان الزكاة في قطاع غزة، بحسب كايا.
وتقول الفلسطينية "بسمة"، إن التكية تساعدها في الحصول على "قوت يومها، هي وأسرتها".
وأضافت "أنا بلا دخل مادي، منذ مات زوجي قبل عامين، وكنت احتار في كيفية توفير الطعام لأسرتي المكونة من ثلاثة أبناء في ظل الفقر".
وبعد أن تمت إضافة اسم "بسمة" إلى القوائم الخاصة بالمؤسسة، أصبحت تتلقى الطعام بشكل يومي.
وتقول السيدة البالغة من العمر ( 45 عاما):" بحمد الله وفرت الهيئة التركية الطعام لي ولأطفالي لأيام متفاوتة خلال الأسبوع".
وشكرت "بسمة" الشعب التركي تجاه ما يقدمه للفلسطينيين من "مساعدات إنسانية ومعنوية وسياسية".
من جهته، عبر "أحمد"، عن سعادته بعد أن حصل على وجبة طعام لأطفاله الخمسة.
ويقول "أحمد"، (38 عاماً) " أسكن في منزل مستأجر، بعد أن قصفت إسرائيل بيتي خلال الحرب الأخيرة على غزة وأصحاب الخير الأتراك لم ينسونا ووفروا لنا الطعام لكي نعتاش به".
ويضيف:" لا أستطيع توفير الطعام لأبنائي بسبب وجود إعاقة في قدمي، وانتظر كل يوم أصحاب الخير ليقدموا لي الطعام وهذا ما فعله إخواننا في مؤسسة IHH التركية من خلال هذه التكية".
ويتابع:" تركيا تقف معنا اليوم لتوفر لنا الطعام، بعد أن كان لها دور في التخفيف من الحصار عنا، نشكرها على ذلك".
وتفرض إسرائيل حصارا على سكان قطاع غزة، منذ نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/ حزيران 2007.