أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن أسفها للزج بها في الأزمة الخليجية القائمة، مؤكدة أن علاقاتها مع دولة قطر، لا تزال قوية، وأن قادتها الذين يقيمون فيها لم يغادروها.
وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس بقطاع غزة، في مؤتمر صحفي، نظمه "منتدى الإعلاميين" بمدينة غزة، الأحد:" نأسف لحشر حماس في الأزمة الخليجية (..) ولا نقبل أن تمثل حماس مشكلة لأي دولة عربية".
كما عبر الحية عن أسف حركته لاستمرار الأزمة الحالية، داعيا أطرافها إلى البحث عن حلول سريعة لها، مضيفا:" لن يستفيد من هذا الخلاف إلا العدو الصهيوني".
وأضاف:" نريد علاقات متوازنة مع الجميع، لأننا حقيقة لسنا جزءاً من الأزمة وتم حشرنا فيها".
وأكد أن علاقات حركته بدولة قطر، لا تزال قوية، وأن قادة الحركة المقيمون فيها، لم يغادروها.
ويقيم عدد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم، رئيسها السابق، خالد مشعل، في العاصمة القطرية "الدوحة"، منذ عدة سنوات.
وكان عدد من المسؤولين الخليجيين، ومنهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش قد انتقدا في تصريحات صحفية، احتضان دولة قطر لحركة حماس.
وفي موضوع آخر، قال الحية إن علاقة حركته مع مصر، ذاهبة نحو التحسّن والتطور.
وقال إن نتائج زيارة وفد "حماس" للقاهرة، الأسبوع الماضي، "ستتم ترجمتها على الأرض قريباً".
وتابع، الحيّة:" جاءت الزيارة الأخيرة لمصر، استكمالاً لزيارات وتفاهمات ثنائية بيننا، عمرها الزمني 15 شهراً، في كل لقاء نبني على اللقاء الذي سبقه، واللقاء الأخير كان من أفضل اللقاءات".
وأكّد الحيّة أن مصر وعدت، خلال الزيارة الأخيرة، بتخفيف المعاناة عن قطاع غزة عبر فتح معبر رفح بشكل منتظم، كما وعدت بفتح معبر تجاري لتسهيل الحركة التجارية من القطاع وإليه.
وفي المقابل كشف عن أن حركة حماس، ستشدد إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر.
وأشار القيادي في "حماس" إلى أن وفد حركته، التقى قيادات مقرّبة من محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح.
وبيّن أن الوفد اتفق مع قادة "تيار دحلان" على "إنشاء صندوق وطني لإنجاز ملف المصالحة المجتمعية، على أن يتم جمع الأموال فيه من عدة دول (لم يسمّها)، بهدف دفع ديّات (تعويضات) لأهالي القتلى الذين سقطوا إبان أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2007.
ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة "فتح" في يونيو/حزيران 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة وجهت إليه تهما بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته.
واستكمل الحيّة قائلاً:" نحن اليوم في حوارات متعددة مع كل الأطراف والفصائل لتشكيل وخلق جبهة وطنية عالية تحت مُسمّى (إنقاذ) للمشروع الوطني، وذاهبون للتحدث مع الكل حول القضية الفلسطينية".
وهاجم الحية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه "لا يرغب في إتمام المصالحة". وفي 12 يونيو/حزيران الجاري، عاد وفد قيادي من "حماس" إلى قطاع غزة، قادماً من العاصمة المصرية القاهرة، عقب زيارة استمرت أسبوعاً، التقى خلالها مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية.
وفي موضوع آخر، كشف الحية أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، سيبقى مقيما في قطاع غزة، ولن يغادرها، إلا "زائرا" لبعض الدول.
وعادة ما يقيم رئيس المكتب السياسي للحركة خارج فلسطين، بهدف امتلاك القدرة على التحرك، والإشراف على مؤسسات وأجنحة الحركة في كافة أماكنها.
وأقام رئيس المكتب السياسي السابق، خالد مشعل، في الأردن ثم سوريا، قبل أن يستقر في دولة قطر.
وأضاف الحيّة:" لن نكون عبئاً على أحد، ونحن معنيّون أن تكون قيادات حماس في كل مناطق وجود الشعب الفلسطيني".
وجدد الحيّة تأكيد حركته على أنها غير معنية بخوض حروب عسكرية مع إسرائيل.
وقال:" ندير المقاومة بأشكال متعددة تؤلم العدو، وتقرّب من التحرير".
واستبعد اندلاع أي حرب جديدة مع إسرائيل، خلال الفترة القريبة، لكنه وصف استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع بأنه "نذير خطر"، دون توضيح مقصده.
وفي السياق ذاته، عبّر الحيّة عن استنكاره لـ "تسارع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل"، ولفتح "بعض العواصم العربية خطوطا جوية مع إسرائيل".
وعن علاقة "حماس" بـ"إيران"، وصفها الحيّة بالمستقرّة والجيّدة.
وقال:" نسعى لتطويرها، ونثمن الجهود الإيرانية التي قدّمت لدعم القضية الفلسطينية".
وفيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قال الحيّة إن حركته ترحّب بأي جهد يطرح وخاصة من قبل مصر، للتفاوض لإبرام صفقة تبادل أسرى.
لكن أكد اشتراط حركته قبل البدء في التفاوض، الإفراج عن جميع الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (أبرمت عام 2011)، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.