الخلاف في أجندات المشاركين في أستانة 2 يضعف آمال المعارضة
- ديلي صباح ووكالات, اسطنبول
- Feb 16, 2017
انطلقت اليوم الخميس، الجولة الثانية من محادثات أستانة في العاصمة الكازاخية، بمشاركة الراعيين تركيا وروسيا، وحضور المعارضة السورية ممثلة بشخصيات عسكرية وقانونية، وممثلين عن إيران والنظام السوري.
وتسعى المعارضة من خلال مشاركتها في المحادثات، إلى الدفع باتجاه الاتفاق على آليات تثبيت وقف إطلاق النار، ووضع معايير للتعامل مع الانتهاكات والخروقات، كخطوة أولية وتمهيدية للتوجه إلى محادثات جنيف المقررة يوم الخميس المقبل الثالث والعشرين من الشهر الجاري. فيما تسعى روسيا إلى القفز إلى بحث الخلاصات السياسية والعملية السياسية متجاهلة ملف تثبيت وقف إطلاق النار، في محاولة لسرقة دور محادثات جنيف، وإحلال أستانة محلها، وهو ما تعارضه تركيا والمعارضة السورية.
المعارضة تطالب بخطوات عملية..
وأكد كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية، محمد علوش أنه "نريد أن نخرج من هذا اللقاء بمنجز عملي على الأرض، يتعلق بوقف إطلاق النار، والظروف الإنسانية، خاصة أمور المعتقلين". وأضاف: "لدينا وثيقة قدمناها في اللقاء الماضي (23 كانون الثاني/يناير) تتحدث بشكل حرفي عن آليات ومعايير ومحددات وقف إطلاق النار، وهذه الوثيقة وعدنا بالحصول على جواب عليها (من الجانب الروسي) في 6 شباط/فبراير الجاري، وهو ما لم يحصل حتى الآن، وهي موضوع بحثنا".
وشدد علوش على الهدف الذي تتطلع إليه المعارضة بالقول: "نحن أتينا لننجز تثبيت وقف إطلاق النار، نذهب به لاستكمال العملية السياسية في جنيف"، مشيراً إلى أنه "ليست هناك فائدة من جلوسنا في هذه المفاوضات إن لم نحصل على أي نتيجة، وهي ستؤثر بالتأكيد على سير المفاوضات في جنيف"
بالمقابل، وضعت روسيا بين يدي المعارضة في الجولة الأولى من محادثات أستانة، مسودة دستور مقترح تشكل إطاراً للحياة السياسية والحل السياسي للأزمة السورية، وهو ما أثار حفيظة المعارضة التي تصب اهتمامها في الأستانة على وقف إطلاق النار كأرضية صلبة لأي حوار حول المستقبل السياسي في البلاد.
وأشار محمد علوش إن "الدعوة للمؤتمر (أستانة 2) كانت في 14 شباط/فبراير الجاري، وتأخر الوصول ليوم واحد، بسبب الأوضاع الميدانية التي ما زالت متفاقمة، من محاولات اقتحام يومية للغوطة الشرقية، ومجازر ترتكب في درعا، وفي حمص، وتنفيذ غارات كبيرة، حيث إن الواقع على الارض لا يحمل كثيراً من المشجعات".
وعن السيناريوهات المتوقعة في حال تراجعت الأمور الميدانية، قال: "إذا لم يتم إنجاز وقف إطلاق النار، ويتم التحسن بالإجراءات الإنسانية، فالخطوات التي تليها ستكون في مهب الريح، فإذا وضعت اتفاقية 30 ديسمبر/كانون الأول (اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار)، بوجود ضامنين تركيا وروسيا، ومؤتمر أستانة الماضي، وكل ذلك لم يؤد إلى نتائج عملية؛ فكيف يمكن أن تنتج عملية من أمور تتعلق بمستقبل البلد ومستقبل النظام". وأضاف: "لا بد من بناء حسن النية وإجراءات الثقة".
كذلك أوضح أنهم "حصلوا على وعود سابقة يجب أن تنفذ، فقالوا لن يسقط وادي بردى وسقط، ولن تهاجم الغوطة وهوجمت.. كل هذه الخروقات أتوا بها على الطاولة، وتبين بأن سهم الخروقات في صعود، وهم قالوا إنه سيتراجع شيئا فشيئا إلى الصفر، لكن هذا لم يحصل". واعتبر أن "هذا يفسر بأمرين، إما العجز أو النية غير الجيدة".
وأكد أن المعارضة "اقترحت في ورقة تشكيل لجنة دولية برعاية الأمم المتحدة، ووجود الضامنين التركي والروسي، لتقوم بجولات متكاملة على السجون لتبييضها، ولديها قائمة بأسماء السجون والمعتقلات".
خلافات في أجندات الأطراف..
من جانبه، قال مستشار الجيش السوري الحر والمتحدث باسم المعارضة المسلحة، أسامة أبو زيد، إن هناك خلافات حول أجندة مؤتمر أستانة بين الدول الضامنة، وهو ما يرخي بظلاله على الاجتماعات.
حيث أفاد أبو زيد أن "الأمور تبدو غير منظمة بين الضامنين، والموضوع لا يزال في نقاش". وأضاف: "واضح أن هناك خلافا حول الأجندة، خلافا بين الدول الضامنة حول جدول الأعمال، وهذا الخلاف يرخي بظلاله على بدء الاجتماعات". واتهم أبو زيد روسيا بعدم جديتها، حيث أفاد أنه "حتى الآن لا توجد جدية من قبل الروس لتحقيق شيء من أستانة". واعتبر أن "أستانة 2 إذا لم يغير الوضع ولم يقدم شيئا، وإذا انتهى بدون نتائج، فسيكون آخر جولة".
واشترط أبو زيد "تنفيذ الوعود التي أطلقتها روسيا بتثبيت وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين لدى النظام السوري" من أجل نجاح المؤتمر. ولفت إلى أنهم كمعارضة "ليسوا متفائلين لأن روسيا وإيران مستمرتان في مشروع دعم النظام المجرم في دمشق الذي يقتل السوريين، وإذا لم تغير روسيا هذا النهج، فلن نخرج بنتيجة من اجتماعات أستانة"، وفق قوله.
وحول تأثير هذه الاجتماعات على مؤتمر جنيف المزمع عقده في 23 شباط/ فبراير الجاري، قال أبو زيد: "مسار جنيف منفصل لأنه يجرى برعاية وشرعية دولية، وقرارات ناظمة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، وليست روسيا الطرف الوحيد المؤثر فيه". وتابع أن "اجتماعات أستانة ناجمة عن اتفاق أنقرة الذي هو أساسا كان هدفه وقف إطلاق النار، وتأمين هدنة إنسانية للسوريين".
دي مستورا يغيب عن الأستانة ويحضر في موسكو..
ومع غياب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، عن المحادثات التي حضر الجولة الأولى منها، يعتزم ميستورا الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء مزيد من المحادثات في ميونيخ، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية الروسية. ويقوم دي ميستورا حاليا بزيارة إلى موسكو لمناقشة الأزمة السورية مع لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو.
فيما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الكازاخية، أن الجولة الحالية من مفاوضات أستانة التي تختتم اليوم الخميس، ستخلص إلى إعلان بيان مشترك. فيما طالبت المعارضة بأن يخرج هذا اللقاء بمنجز عملي.
وفي تصريحات صحفية، قال توماتوف ايدربيك، مدير قسم إفريقيا وآسيا في الخارجية الكازاخية: "تجري اجتماعات ثنائية وثلاثية، ليوم واحد، وبعد انتهائها المتوقع في الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي (10.00تغ)، الانتقال إلى الجلسة الأساسية الرسمية، يعقبها مؤتمر صحفي يخرج ببيان ختامي مشترك". ولفت إلى أن "الجهود تبذل بشكل جاد من أجل انتهاء المباحثات، والخروج بقرارات (لم يحددها)"
وسيكون وفد النظام ممثلاً برئاسة سفير النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بينما يشارك وفد "مصغر" من الفصائل المعارضة برئاسة محمد علوش، القيادي في جيش الاسلام. أما وفد الخبراء الروس فسيقوده ألكسندر لافرنتييف الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا. وسيمثل إيران نائب وزير خارجيتها حسين جابري أنصاري. أما مكتب موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا فقد أعلن إرسال "فريق فني".
وعقدت الجولة الأولى من مفاوضات أستانة في 23 و24 يناير/ كانون الثاني الماضي، بقيادة تركيا وروسيا، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار.
وخلال الاجتماع اتفقت تركيا وروسيا وإيران، على إنشاء آلية مشتركة للمراقبة من أجل ضمان تطبيق وترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا.