أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، ضرورة فرض عقوبات على منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، خلال تصريح مساء أمس الخميس، قبيل لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في نيويورك، الذي بدأ مهامه بداية العام الجديد.
وأضاف الوزير التركي قائلاً: "يجب فرض عقوبات على منتهكي وقف إطلاق النار، وإلا فلن تستطيعوا إطلاق المرحلة السياسية في أستانة وجنيف".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ اعتبارًا من 30 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة، على تفاهمات روسية- تركية بهذا الخصوص.
وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، تنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في "أستانة" عاصمة كازاخستان، برعاية أممية- تركية- روسية، قبل انتهاء يناير/ كانون الثاني الجاري.
وشدد جاوش أوغلو في تصريحاته، على ضرورة احترام النظام والمعارضة للاتفاق، ولفت إلى أن الاتفاق لا يشمل تنظيمي "داعش" و"النصرة" الإرهابيين.
وحول نوع العقوبات التي يمكن فرضها على منتهكي الاتفاق، أوضح الوزير التركي أنه "جارٍ العمل عليها". وأردف "لعل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن يمكن أن يفعلا شيئًا حيال الانتهاكات، وقد يتخذ مجلس الأمن قرارًا جديدًا في هذا الإطار". وتابع "تم إنشاء مركزين اثنين في أنقرة وموسكو لمراقبة وقف إطلاق النار، ونطلع روسيا على الانتهاكات الواقعة".
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت عن وجود آلية مبدئية لرصد وتسجيل وإيقاع عقوبات على منتهكي الاتفاق تقوم على إنشاء نقاط مراقبة داخل الأراضي السورية وتشكيل لجان تركية روسية مشتركة في أنقرة وموسكو، للبحث في حقيقة الانتهاكات الحاصلة خلال الهدنة.
ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تواصل قوات النظام السوري والجماعات الإرهابية الأجنبية المتحالفة معه، خروقاتهم لوقف إطلاق النار، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. ومن المرتقب أن تبدأ مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في مدينة جنيف السويسرية، تحت رعاية الأمم المتحدة يوم 8 فبراير/ شباط المقبل.
القضية القبرصية
كما بحث جاوش أوغلو مع مستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القبرصية أسبن بارث، مفاوضات حل القضية القبرصية المزمع إجراؤها في جنيف الأسبوع المقبل، خلال لقاء في مقر الممثلية الدائمة لتركيا في الأمم المتحدة بنيويورك.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول إن جاوش أوغلو أعاد خلال اللقاء شرح مواقف وآراء تركيا فيما يتعلق بقضية قبرص.
وفي تصريحات للصحفيين عقب لقائه غوتيريس قال جاويش أوغلو، "نقترب من المرحلة الأخيرة فيما يتعلق بقبرص، يعمل الطرفان والأمم المتحدة بشكل بناء. لا تزال هناك عدة مشاكل. سيستمر الطرفان في عقد لقاءات لمناقشة تلك المشاكل قبل اجتماع جنيف بين 9 و 11 من الشهر الجاري، وفي الثاني عشر من الشهر الجاري يلتقي الطرفان والدول الثلاث الضامنة والاتحاد الأوروبي، لمناقشة جميع الأمور المتعلقة بالقضية".
وأعرب جاوش أوغلو عن تفاؤله بسير المفاوضات قائلا: "أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى. الأمر ليس سهلا إلا أننا عازمون على التوصل إلى حل. منطقتنا بحاجة إلى مثل هذا التطور الإيجابي".
ومن المزمع أن تشغل القضية القبرصية حيزا هاما في لقاء جاوش أوغلو المنتظر اليوم مع نظيره اليوناني نيكوس كونسايس.