اتهم مسؤول بارز بالمعارضة السورية أمس الجمعة روسيا بالمماطلة في المحادثات مع مقاتلي المعارضة بشأن حلب ، ما يشير إلى عدم إحراز تقدم في مسار دبلوماسي يأمل مقاتلو المعارضة أنه قد يخفف الأوضاع المتردية في المدينة التي يواجهون فيها خطر الهزيمة.
وبعد سيطرتها السريعة على بضعة أحياء بكاملها اصطحبت قوات النظام يوم الجمعة صحفيين في جولة لتفقد المناطق المدمرة في شمال شرق حلب التي سقطت يومي الأحد والاثنين ويمشطها الجيش بحثا عن ألغام.
وتشير المحادثات التي تجرى في أنقرة بين مقاتلي المعارضة وروسيا -أقوى حليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد- إلى مجموعة الخيارات السيئة التي يواجهونها. ويهدف هجوم النظام إلى استعادة السيطرة على كامل حلب بحلول موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب الطبيعة السرية للمحادثات "هناك الكثير من المماطلة من الروس... ليس هناك أي جدية على الإطلاق". لكن محللين قالوا إن مقاتلي المعارضة قد يضطرون إلى الموافقة على الانسحاب لكن الأمر يتوقف على الشروط.
واعترف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا في مؤتمر صحفي في روما بإجراء اتصالات مع المعارضة السورية المسلحة مضيفا "لا يوجد حل عسكري للصراع السوري".
وتجري المحادثات منذ نحو أسبوعين وهي الأولى بين روسيا وجماعات من مقاتلي المعارضة السورية الذين يقولون إن الغرب تخلى عنهم.
وأدت المقاتلات الروسية دورا حيويا في المساعدة في تحويل الدفة لصالح الأسد منذ صيف 2015 بدعم الهجوم على حلب من جانب قوات النظام وحلفائه من الحرس الثوري الإيراني وفصائل شيعية مسلحة من لبنان والعراق.
واستقرت خطوط الجبهة حول القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب إلى حد كبير منذ يوم الاثنين عندما اضطر مقاتلو المعارضة إلى التخلي عن أكثر من ثلث المناطق التي سيطروا عليها لسنوات أمام هجوم من جيش النظام السوري وحلفائه.
لكن خبيرا في الشأن السوري قال إنه على الرغم من أن تقلص المنطقة التي يسيطرون عليها من المفترض أن يجعل الدفاع عنها أسهل إلا أن التأثير التراكمي للقصف المكثف قد يجبرهم على إبرام اتفاق للانسحاب لكن ذلك يعتمد على الشروط التي ستعرض عليهم.
وقال نوح بونسي من مجموعة الأزمات الدولية "قدرة المعارضة على الدفاع عن نفسها أمام هذا الهجوم مشكوك فيها بقوة ومن السهل تخيل أن انسحابا نهائيا يبدو مرجحا بصورة متزايدة".