تعود الحياة إلى طبيعتها شيئا فشيئا، في مدينة جرابلس شمالي سوريا، التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، ضمن عملية درع الفرات التي أطلقها الجيش التركي بالتنسيق مع التحالف الدولي في أغسطس/ أب الماضي، لدعم قوات الجيش السوري الحر.
ويسهم الدعم الذي تقدمه تركيا في تسهيل حياة الأهالي العائدين إلى ديارهم، عبر توفير العديد من الخدمات التي افتقرت إليها المدينة.
وقالت رئيسة بلدية غازي عنتاب التركية، فاطمة شاهين، في حوار مع الأناضول، إن عملية درع الفرات أطلقت من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأكدت شاهين أن ما يحدث في سوريا يحمل أهمية كبيرة لتركيا التي تملك حدوداً بطول 911 كيلومتراً مع سوريا، وجاءت عملية درع الفرات في هذا الإطار.
ولفتت شاهين إلى أن المدن التركية الحدودية مثل غازي عنتاب، ستكون الأكثر تأثراً في حال تشكيل منطقة آمنة، واعتبرت أنه من المفترض أن يؤدي نجاح الجيش التركي في تشكيل خط آمن على الحدود بشكل سريع جدا، إلى عودة أهالي تلك المناطق في سوريا إلى ديارهم.
وأوضحت شاهين أن بلدية غازي عنتاب قدمت بشكل سريع دعما للخدمات التي من شأنها تسريع عودة الحياة إلى جرابلس، حيث تم إرسال الآلات اللازمة إليها، وحل مشاكل النظافة والإمداد بالمياه النظيفة وبالكهرباء.
وأضافت شاهين أنه تم إجراء الإصلاحات اللازمة للمدارس في جرابلس، وتولت بلدية غازي عنتاب إعادة تهيئة إحدى تلك المدارس، كما افتتحت حديقة للأطفال، وساهم ذلك في سرعة عودة النساء والأطفال إلى المدينة.
وأشارت شاهين إلى أن الحياة عادت إلى جرابلس، وعاد المزارعون لفلاحة أراضيهم، وفتح التجار محالهم، وعادت المخابز للعمل، وتستمر عودة الأهالي إلى ديارهم بعد أن ذاقوا مرارة الحرمان منها.
وقالت شاهين إن عدد سكان جرابلس بعد تحريرها من يد داعش مباشرة كان حوالي 5 آلاف فقط، ووصل الآن إلى أكثر من 30 ألفاً، حيث عاد عدد كبير من أهالي جرابلس الذين لجؤوا إلى تركيا وإلى غازي عنتاب تحديدا، إلى مدينتهم.
وبلغ عدد السوريين العائدين من تركيا إلى المدينة بمحض إرادتهم، خلال الشهرين ونصف الشهر الماضي، حوالي 10 آلاف شخص.
ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، خاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أية مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة "داعش".