لهذا يخشاه العرب.. تعرف على رؤية ترامب السياسية للشرق الأوسط
- ديلي صباح, اسطنبول
- Nov 09, 2016
على الرغم من أن الصدمة التي أحدثها فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية قد طالت جميع الدول حول العالم، إلا أنها جاءت أشد وقعاً ورافقتها حالة من الخوف والقلق في الشرق الأوسط والدول العربية بشكل خاص.
هذه المخاوف لم تأت من فراغ، فالرئيس الجديد أطلق طوال فترة حملته الانتخابية سلسلة من المواقف المتعلقة بالمنطقة حملت في طياتها تهديداً ووعيداً بسياسات غير معهودة. فعلى الرغم من أن سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تكن يوماً مساندة للحقوق العربية إلا أن ترامب أعطى إشارات على سياسة أشد عداء للعرب والمسلمين بشكل عام.
فقد دعا ترامب، في أحد تصريحاته الصحافية، إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، مهدداً بوقف "كامل وكلي" لدخول المسلمين الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن "استطلاعاً للرأي أظهر أن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطراً على البلاد"، على حد زعمه.
وتبدو دول الخليج العربي الأكثر قلقاً من سياسات ترامب المستقبلية، فقد شدد الرئيس الأمريكي المقبل في العديد من التصريحات على أنه يجب على دول مجلس التعاون الخليجي "الدفع" مقابل ما سماه الحماية المجانية التي توفرها الإدارة الأمريكية لهذه الدول ضد التهديدات المتزايدة ضدها.
هذا الموقف لترامب لا يبدو جديداً، إذ تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات تعود إلى أكثر من 20 عاماً له يقول فيها إن "أفقر شخص في الكويت يعيش كما الملوك، لذلك يجب على دول الخليج دفع الأموال مقابل الحماية الأمريكية.. على الأقل يجب أن تدفع 25% من عائدات النفط".
وتتزامن التطورات في هذه القضية مع تصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج حول قانون جاستا الذي يتوقع أن يتم استغلاله من أجل تجميد مئات الملايين من الدولارات التي تستثمرها السعودية في أمريكا بحجة دفع تعويضات لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، أبدى ترامب تأييداً مطلقاً للاحتلال الإسرائيلي ووعد في مقابلة تلفزيونية له بنقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة وزيادة الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، وهو ما أثار مخاوف غير مسبوقة لدى السلطة والفصائل الفلسطينية.
وعقب الفوز، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن ترامب من أشد الأصدقاء لإسرائيل؛ بينما اعتبر وزير إسرائيلي أن فكرة إقامة دولة فلسطينية قد انتهت بفوز ترامب. في المقابل، دعت السلطة الفلسطينية الرئيس الجديد للالتزام بحل الدولتين، بينما رأت حركة حماس أنه ليس هناك فرق بين الرؤساء الأمريكيين.
لكن موقف ترامب من أبرز ملفات الشرق الأوسط والمتعلق بالأزمة السورية ظل غير واضح، فرغم تأكيده أنه سيعمل على محاربة داعش بشكل حقيقي في سوريا، لكنه لم يبد موقفاً صريحاً من بقاء الأسد أو مغادرته الحكم، وفي حال تطبيقه نظرية المصالح التي أكد عليها ربما يجد مصلحته في الإبقاء على الأسد في الحكم وتجفيف منابع دعم المعارضة.
ومن جهة أخرى، ستكون سوريا ساحة رئيسية لمحاولة إظهار مواقف الرئيس الجديد؛ وسواء قرر ترامب تغليب المصالح والإبقاء على الأسد أو قرر استعادة قوة الردع الأمريكية والدخول في مواجهة واسعة غير مباشرة مع بوتين في سوريا، ستكون النتيجة مزيداً من الخسائر السياسية والميدانية للثورة السورية.
ومع إيران، ألمح ترامب إلى ضرورة إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الموقع مع إيران وكسب المزيد من المميزات لصالح أمريكا، الأمر الذي قد يعني عودة الاضطرابات بشكل أكبر إلى المنطقة أو منح طهران مزيداً من النفوذ في سوريا والعراق؛ وكلا الخيارين لهما آثار سلبية كبيرة على الشعبين السوري والعراقي.
وعن رؤيته للعلاقة مع تركيا لا سيما الإجراءات التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة، قال ترامب في إحدى مقابلاته: "بلدنا ليس من حقه وعظ الآخرين، بينما رجال الشرطة فيه يتعرضون لإطلاق نار".