أصدر مجلس الوزراء السعودي تنظيما جديدا لـ "هيئة الامر بالمعروف" يجردها من صلاحية توقيف الأشخاص او ملاحقتهم، بعد انتقادات متزايدة للهيئة ودورها في تطبيق المعايير الشرعية في المملكة.
ولقيت الخطوة ردود فعل متفاوتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب بالحد من صلاحيات الهيئة، ومنتقد لذلك.
وجاء في قرار للمجلس أن الهيئة "تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة اليه بالرفق واللين (...) والإسهام مع الجهات المختصة في مكافحة المخدرات وبيان أضرارها".
ونص التنظيم على أن الهيئة تتولى "تقديم البلاغات في شأن ما يظهر لها من مخالفات أثناء مزاولتها لاختصاصها بمذكرات إبلاغ رسمية إلى الشرطة أو إدارة مكافحة المخدرات بحسب الاختصاص"، مؤكداً أن الجهتين المذكورتين هما "المختصتان (...) بجميع الإجراءات اللاحقة لتلك البلاغات، بما في ذلك الضبط الجنائي والإداري والتحفظ والمتابعة والمطاردة والإيقاف والاستجواب والتثبت من الهوية والتحقيق والقبض".
وشدد على أنه "ليس لرؤساء أو أعضاء الهيئة إيقاف الاشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم والتي تعد من اختصاص الشرطة وإدارة مكافحة المخدرات".
واشترط التنظيم على كل من أعضاء الهيئة الذين يعرفون باسم المطاوعة "إبراز بطاقة التعريف الرسمية الخاصة به بشكل ظاهر تتضمن اسمه ووظيفته والمركز الذي يتبعه وساعات عمله الرسمي".
وبحسب التنظيم يجب أن يكون هؤلاء "من ذوي المؤهلات العلمية، ومؤهلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن السيرة والسلوك، وألا يكون قد سبق أن صدر في حقه حكم بحد شرعي أو بالسجن لمدة تزيد عن سنة أو أدين في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة".
وتعرضت الهيئة وأفرادها لانتقادات مؤخرأ، خصوصا لطريقة تعاملهم مع الأفراد في الشارع والأماكن العامة.
وفي شباط/فبراير، أعلنت وزارة الداخلية توقيف أعضاء في الهيئة بعد الاعتداء بالضرب على فتاة قرب مركز تجاري في الرياض. وأثار الحادث جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار أشرطة تظهر "مطاوعاً" يلاحق الفتاة، ويقوم لاحقاً بضربها وسحلها وهي ممددة أرضاً.
وتعليقاً على الخطوة، قالت المدونة السعودية إيمان النجفان "الأمر رائع، وأخيراً!"، معتبرة أن القرار اتخذ بسبب "تسجيل حالات كثيرة" عن تصرفات خاطئة من قبل "المطاوعة".
أما الشيخ أحمد الغامدي، وهو رئيس سابق للهيئة في مكة، فقال لفرانس برس "أعتقد أنه تغيير جيد"، وأن للهيئة "رسالة مهمة" تؤديها.
ولاقى قرار التنظيم الجديد ردود فعل متفاوتة عبر موقع "تويتر"، حيث انتشر على نطاق واسع وسم "#تنظيم-عمل-الهيئة".
وكتب صالح الصقير "نحتاج للهيئات أكثر من أي وقت مضى. من أشار على صاحب القرار بتحجيم دورها لم يكن ناصحاً للراعي ولا للرعية".
وقال عبدالله "بأحد المولات (مراكز التسوق التجارية) أمس ثلاثة شباب كانوا يحيطون بفتاتين ويتحرشون بهن بألفاظ خادشة للحياء. حسب #تنظيم-عمل-الهيئة الجديد لا يمكن إيقاف هؤلاء مطلقا!".