طمعاً في "الرُز" .. إحتفاء مصري غير مسبوق بزيارة الملك سلمان للقاهرة

وكالة الأنباء الفرنسية

قد يظن من يزور القاهرة اليوم أنه يسير في شوارع الرياض نظراً لكثرة عدد أعلام المملكة العربية السعودية التي تغطي شوارع القاهرة، كما سيظن من يطالع الصحافة المصرية أنها لم تتناول سوى خبر الزيارة.

بالغ الإعلام المصري في تضخيم أهمية الزيارة وحساسية توقيتها، والتي اعتبروها بمثابة قبلة الحياة للاقتصاد المصري الذي يوشك أن ينهار، وتأكيداً على موقف المملكة الداعم لمصر خاصة في ظل االتكهنات التي انتشرت في الفترة الأخيرة عن تخلي الملك سلمان عن دعم نظام السيسي.

وأفردت الصحف والمواقع الإخبارية المصرية مساحات واسعة للحديث عن الزيارة ومدى أهميتها، وللحديث عن مفاجأة الملك سلمان لمصر التي أشار اليها سفير الرياض بالقاهرة، حيث يأمل النظام المصري (وبطبيعة الحال إعلام النظام) أن تكون المفاجئة هي مساعدات مالية جديدة لمصر أو الإعلان عن استثمارات جديدة بمبالغ ضخمة.

خصصت صحيفة الوطن ملفاً خاصاً بالزيارة بعنوان " السيسي - سلمان.. قمة الوعي العربي.. اقتصاديون: الزيارة فرصة ذهبية لجذب المزيد من الاستثمارات السعودية."
وذكرت الجمهورية في صدر صفحتها الأولى " خادم الحرمين الشريفين يبدأ اليوم زيارة تاريخية لمصر "السيسي - سلمان".. قمة إعادة بناء النظام العربي.. نقلة نوعية هائلة في العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والرياض."
ولم تتخلف قنوات التلفزيون سواء الرسمية أو الخاصة عن مهرجان الدعاية المقام للزيارة، حيث عرضت كل القنوات تقريباً أغنية خليجية بعنوان " أهلاً يا خادم الحرمين" للترحيب بالملك سلمان الى جانب عرض لمحات عن حياة الملك وسيرته الذاتية.

كما قام السيسي بنشر تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رحب بها بالملك سلمان. وهي المرة الأولى التي يرحب فيها السيسي عبر حسابه الشخصي بأي مسؤول يزور مصر.

كما سادت حالة من التخبط وعدم الدقة في ذكر عدد الاتفاقيات والمذكرات التي ينوي الجانبان توقيعها، وكذلك حجم الاستثمارات التي قررت السعودية ضخها بمصر. فنشرت صحيفة المصري اليوم " هدية الملك سلمان 20 مليار جنيه استثمارات."

بينما نقلت "الأهرام" عن مجلس الأعمال المصري - السعودي المشترك أنه تم تأسيس شركات عملاقة باستثمارات سعودية 36 مليار جنيه. وأشار مجلس الوزراء إلى اتفاق مصري - سعودي لتنفيذ مشروعات تنموية في سيناء بـ1.5 مليار دولار.

وذكرت البوابة ذات التمويل الإماراتي أن الجانبين سيوقعان 14 مذكرة تفاهم. فيما ذكرت الأهرام نقلاً عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه سيتم توقيع 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

على الجانب الآخر نشر الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تغريدات ومنشورات يسخرون فيها من مدى مبالغة الإعلام المصري في تضخيم أهمية الزيارة، إذ أن الاتفاقايات والمذكرات المقرر توقيعها بين البلدين قد تم الإعلان عنها قبل ذلك مرات عديدة. وقال النشطاء أن سبب المبالغة في الاحتفاء بالزيارة هو طمع النظام في الحصول على "الرُز" (الأرز) الخليجي، في إشارة الى التسريب الذي نُشر للسيسي والذي قال فيه أن الخليج يمتلك أموالاً مثل الأرز.

كما أشار النشطاء في تغريداتهم الى أن الإعلام المصري لن يتوانى عن مهاجمة المملكة العربية السعودية، والملك سلمان في حال توقف الدعم السعودي للسيسي.

ونشر الإعلامي "أسامة جاويش" تغريدة ذكر فيها بتسريب السيسي الذي أساء فيه لدول الخليج واصفاً إياها بأنصاف الدول، وأنهم لابد أن يدفعوا لأنهم يمتلكون أموالاً مثل الأرز.

كما ناشد بعض المصريين المقيمين بالسعودية، الملك سلمان بتقديم الدعم لهم هم بدلاً من تقديمه للسيسي.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.