اكتشاف بقايا حطام سفينة برتغالية في عمان:
كشفت وزارة التراث والثقافة العُمانية، الثلاثاء، أنه تم العثور على بقايا سفينة غارقة قبالة سواحل عُمان، قريباً من جزيرة الحلانية (45 كم عن اليابسة)، كانت جزءاً من الأسطول البرتغالي الذي كان تحت إمرة الملاح فاسكو ديغاما المشهور مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح في القرن 16.
ويعتقد العلماء أن الآثار هي للسفينة اسمرالدا؛ وأن هذا هو أقدم حطام سفينة أوروبية يعثر عليها من عهد الاكتشافات الكبيرة (من القرن 15 حتى 17).
وكان قد عُثر على الحطام سنة 1998 بعد دراسات وأبحاث مستفيضة في الأرشيفات البرتغالية حول الموضوع بمناسبة مرور 500 عام منذ رحلة فاسكو ديغاما الاستكشافية على طريق الهند.
ولم يتم التنقيب في الموقع حتى سنة 2013 بالتعاون مع مؤسسة بلو ووتر ركفوريز البريطانية، في إطار مشروع الكشف عن حطام سفن الهند الشرقية البرتغالية، التي كانت جزءًا من الأسطول الحربي لفاسكو دي غاما خلال الفترة من (1502 / 1503) المتجه إلى الهند.
ويقول ديفيد ميرنز، من شركة بلوووتر، أن "الخليج حيث تم تحديد موقع الحطام يتوافق جغرافياً توافقاً تاماً مع مكان غرق السفينة وفقاً لما كتبه المؤرخون".
تاريخياً، كان الأسطول راسياً في جزيرة هلالية، في أيار/ماي 1503. وقد حذر الصيادون المحليون البرتغاليين بأن عاصفة كبيرة آتية. لكن البرتغاليين اعتقدوا أن المراسي الفولاذية في السفن الكبيرة ستصمد ضد أي عاصفة، فأبعدوا السفن الصغيرة فقط.
فجاءت العاصفة واقتلعت مراسي السفينتين اسميرالدا وساو بيدرو وحطمتهما على الصخور. وتقول كتب التاريخ أن طاقم الساو بيدرو نجحوا في إنقاذ أرواحهم، أما طاقم الاسميرالدا فقد غرقوا جميعهم بما في ذلك القبطان.
ورغم صعوبة تأكيد أي من السفينتين تم اكتشافها الآن، لكن العثور على 35 قذيفة مدفع حجرية محفور عليها الأحرف ، وهي الأحرف الأولى لفنسينت سودره قبطان الاسميرالدا يعزز نظرية أن الحطام هو لهذه السفينة.
أما المكتشفات فمنها: قرص من النحاس عليه شعار النبالة الملكي البرتغالي الذي كان شعارًا شخصيًا من الملك دوم مانويل الأول، وجرس برونزي عليه نقش يدل على أن تاريخ بناء السفينة كان عام 1498 م، وعملات معدنية ذهبية تسمى كروزايدو سُكّت في لشبونة بين عامي 1495 و1501م، وعملة فضية نادرة تسمى إنديو وتشكل دليلاً قوياً على هوية السفينة؛ وقد سكّت بتكليف من دوم مانويل في عام 1499م. إضافة إلى قطع أثرية كانت على متن السفينة، وطلقات من الرصاص والحديد والحجر من مختلف الأحجام، وعدد كبير من قطع المدفع من البرونز وبعض الأسلحة النارية القديمة.
فاسكو ديغاما هو من اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الهند وثرواتها. علماً أن البرتغاليون قد ارتكبوا المجازر تماماً كما فعل الإسبان في أمريكا اللاتينية.