توالت ردات الفعل العربية والعالمية الرسمية، في أعقاب الاعتداء الذي شنة محتجون ايرانيون، على السفارة السعودية في طهران. فبعد أن أعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران، سارعت البحرين والسودان لاتخاذ خطوة مشابهة بقطع علاقاتها مع طهران، فيما قررت الإمارات العربية المتحدة تخفيض تمثيلها الدبلوماسي. يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه جهات دولية الى ضبط النفس وتجنب المزيد من التوتر.
البحرين
وأعلن وزير شؤون الأعلام البحريني، عيسى الحمادي، أن مجلس الوزارء البحريني قرر اليوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطالب جميع أعضاء بعثتها الدبلوماسية مغادرة المملكة، خلال 48 ساعة.
جاء ذلك، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الحمادي، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء البحريني الأسبوعية الأعتيادية.
وتشهد العلاقات البحرينية الإيرانية تجاذبات سياسية على خلفية اتهامات المنامة لطهران بالتدخل في الشأن الداخلي البحريني ودعم المعارضة "الشيعية" بالبلاد.
وتقدمت البحرين في 2 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بشكوى رسمية ضد إيران و"انتهاكاتها السافرة واستمرار تدخلها المرفوض في الشأن الداخلي لمملكة البحرين".
السودان
ومن جانبها طلبت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، من السفير الإيراني في الخرطوم وكامل البعثة الدبلوماسية الإيرانية لديها مغادرة البلاد، واستدعت السفير السوداني في طهران.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية، مدير عام مكاتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الفريق، طه عثمان الحسين.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية، إن الفريق طه أبلغ الأمير محمد، خلال الاتصال، أن "الجمهورية السودانية قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة الدبلوماسية لديها، واستدعاء السفير السوداني من إيران".
وأكد طه على "إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة، عبر نهج طائفي، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران". وعبّر طه عن وقوف الجمهورية السودانية، وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب، وتنفيذ الإجراءات الرادعة ضده.
كما أكدت الخارجية السودانية رسميًا قطع العلاقات مع إيران، في بيان صادر عنها اليوم.
الإمارات
فيما خفضت الإمارات العربية المتحدة، تمثيلها الدبلوماسي في إيران، إلى مستوى قائم بالأعمال، وقللت عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، نقلاً عن وزارة الخارجية، أنه تم استدعاء سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقاً لهذا القرار.
وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية، أن هذه الخطوة "الاستثنائية، تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة".
مجلس وزراء الخارجية العرب
وأدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، ما وصفته "التصرفات النكراء، والاستهتار الفاضح للقوانين الدولية"، بعد اعتداء إيرانيين على السفارة السعودية في طهران، احتجاجًا منهم على إعدام المملكة رجل الدين السعودي الشيعي "نمر باقر النمر".
وقالت الأمانة العامة في بيانها، اليوم الاثنين "تلقت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب باستنكار شديد أنباء التصرفات والاستفزازات الإيرانية العدائية، تجاه المملكة العربية السعودية، التي أدت إلى التعدي على حرمة بعثاتها الدبلوماسية، واقتحامها والعبث بمحتوياتها، في استهتار فاضح بكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية واستخفاف بالتعاليم الإسلامية ومبادئ حسن الجوار".
وأضاف البيان، أن "الأمانة العامة إذ تدين بكل حزم هذه التصرفات النكراء، التي تندرج في سياق تاريخ طويل من محاولات إيران النيل من الدول العربية وإشعال نار الفتنة الطائفية وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية، تود التذكير بما تضمنه البيان الصادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الثلاثين عام 2013م، من رفضه القاطع لأي محاولة خارجية للنيل من أمن أي دولة عربية وإدانته للدعم اللوجستي الذي تقدمه إيران لعمليات إرهابية في مملكة البحرين والجمهورية اليمنية".
الكويت
من جانبه اكتفى رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، مرزوق الغانم، بإدانة اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، معبرا عن تضامن بلاده الكامل مع الرياض، ومؤكدًا على "ما جاء في بيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
الجزائر
أما الجزائر، فقد دعت الطرفين إلى "التعقل وضبط النفس"، لتفادي حدوث إنعكاسات "وخيمة" للتصعيد على الصعيدين الثنائي والإقليمي. وقال بيان للخارجية الجزائرية، أن "الجزائر تدعو بالحاح، القيادات السياسية في البلدين إلى التعقل وضبط النفس، لتفادي تدهور الوضع، الذي قد تكون عواقبه وخيمة و خطيرة، على الصعيدين الثنائي والإقليمي، في سياق جيوسياسي وأمني حساس للغاية".
روسيا
وفي سياق متصل، استغلت روسيا الأزمة السعودية الايرانية، لتبدي استعدادها للعب دور الوساطة، لتصحيح العلاقات بين البلدين، معتمدة على علاقاتها الجيدة مع البلدين، على حد قول مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الروسية.
وأشار المسؤول، أن بلاده تحظى بثقة لدى الإدراة السعودية والإيرانية على حد سواء، موضحًا أن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، سبق وأن اقترح لعب موسكو دور وساطة، بين الرياض وطهران، منذ زمن طويل، بحيث يلتقي الجانبان لتسوية مشاكلهما في روسيا.
كندا
فيما أعرب وزير الخارجية الكندي، ستيفان ديون، عن قلقه البالغ إزاء "التوتر المذهبي" بين المملكة العربية السعودية وإيران، على خلفية إعدم المملكة رجل الدين السعودي (شيعي) نمر باقر النمر.
جاء ذلك في بيان، أصدره ديون، اليوم الإثنين، حول التصعيد بين طهران والرياض أكد فيه ديون "معارضة بلاده للاعدام"، مضيفاً "يتزايد قلقنا باستمرار، إزاء التطورات فيما يتعلق بحقوق الإنسان والمحاكمات في المملكة العربية السعودية، وسنستمر في إبلاغ وجهات نظرنا للمسؤولين السعوديين بهذا الشأن، لذا نناشد الحكومة السعودية بحماية حقوق الإنسان، والاتسام بالعدل، والإعتدال أكثر تجاه الأصوات المعارضة"، وأعرب ديون عن قلقه كذلك إزاء "قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران"."
الائتلاف الوطني السوري
أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض، مساء الأحد، دعمَه وتأييدَه لخطوة المملكة العربية السعودية، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع "النظام الإيراني".
ودعا الائتلاف، في بيانه، "كافة الدول العربية والإسلامية لاتخاذ خطوة مماثلة، للرد على جرائم إيران في سوريا والعراق واليمن، وتدخلاتها في شؤون السعودية ودول الخليج العربي".
كما طالب بـ"قرار واضح من جامعة الدول العربية للردِّ على عدوان إيران، وطردها من منظمة التعاون الإسلامي لدعمها الإرهاب، وعشرات الميليشيات الطائفية التي تحاصر السوريين وتقتل أطفالهم ونساءهم"، بحسب البيان.
وأضاف، أن "نظام طهران بما عُرف عنه من بطش وإجرام بحق الشعوب الإيرانية، وإعدامِه آلاف المعارضين، وتدخله في شؤون الدول الأخرى، (...) وقيامه مع نظام (بشار) الأسد والاحتلال الروسي بإبادة أكثر من 400 ألف سوري، وتشريد أكثر من 13 مليوناً، ينبغي مواجهته بكل حزم وقوة، واتخاذ الإجراءات الرادعة".
وقال البيان "يجب هزيمة مشروع إيران الطائفي الذي يريد دمار المنطقة وتمزيق شعوبها، وفي مقدمة تلك الإجراءات توفير الدعم الكامل للشعب السوري وجيشه الحر، ليتم قطع رأس الأفعى، وإنهاء تغوُّلها، وإزاحة خطرها المستفحل في المنطقة والعالم، وتحرير سوريا وباقي الدول من احتلال إيران البغيض وكل ما يمتُّ إليه بصلة".