"انفجار" في الغواصة المفقودة قرب "تيتانيك" يودي بحياة ركابها الخمسة

وكالة الأنباء الفرنسية
واشنطن
نشر في 22.06.2023 23:38
تُظهر صورة الأقمار الصناعية السفن المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ المرتبطة بالغواصة تيتان المفقودة بالقرب من حطام  سفينة تيتانيك، 22-6-2023 صورة: رويترز تُظهر صورة الأقمار الصناعية السفن المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ المرتبطة بالغواصة "تيتان" المفقودة بالقرب من حطام سفينة "تيتانيك"، 22-6-2023 (صورة: رويترز)

أعلنت الشركة المشغلة للغواصة المفقودة في شمال المحيط الأطلسي قرب حطام تيتانيك، الخميس، تعرضها إلى "انفجار داخلي كارثي" ما أودى بحياة ركابها الخمسة.

وقالت شركة "أوشنغيت"، في بيان: "نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش وشاهزادا داود وابنه سليمان وهاميش هاردينغ وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف".

من جانبه، أكد خفر السواحل الأميركي أن حطام الغواصة التي تم العثور عليه يظهر أنها تعرضت إلى "انفجار داخلي كارثي".

وأعرب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن "دعم وتعازي" الحكومة لأهالي الراحلين.

وكان خفر السواحل الأميركي قد أعلن سابقاً، عبر تويتر، أنه تم تحديد "موقع حطام في منطقة البحث بواسطة مركبة يتم التحكم فيها عن بُعد بالقرب من تايتانيك"، سفينة الرحلات الشهيرة التي غرقت منذ 111 عاماً في مياه الولايات المتحدة وكندا.

وكان عناصر الإنقاذ قد قدروا أن الأكسجين قد ينفذ من الغواصة بحلول الساعة 11,08 بتوقيت غرينتش.

والغواصة تشغلها شركة "أوشنغيت إكسبيديشن" الأمريكية الخاصة لأغراض الاستطلاع السياحي، وقد فقدت منذ الأحد، وتتمتع نظرياً بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة.

وأثار الإعلان الأربعاء عن سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الآمال بانقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدد الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.

عملية بحث واسعة

استخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصا، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات سي-130 أو بي-8 وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس التي انطلقت منها الغواصة "تايتن".

ووصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية "أتلانت" المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك القابع على عمق أربعة آلاف متر تقريبا، على ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار "أنفريمير" التابعة له.

ومثّل فيكتور 6000 "الأمل الرئيسي" لعملية الإنقاذ تحت الماء، على ما ذكر للصحافيين روب لارتر، الخبير في هيئة المسح البريطانية في أنتاركتيكا، وهي منظمة بحثية بريطانية مقرها كامبريدج.

وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع.

وأوضح الكابتن في خفر السواحل الأميركيين جايمي فريدريك أن "مكان عمليات البحث على بعد 1450 كيلومترا شرق كايب كود (على ساحل الولايات المتحدة الشمالي) و640 كيلومترا جنوب شرق سان جون في نيوفاوندلاند (في كندا) يجعل حشد عدد كبير من التجهيزات صعبا للغاية".

وكان على متن الغواصة أميركي وفرنسي وبريطانيا وباكستانيان. وكانت الغواصة التي تتسع لخمسة أشخاص ويبلغ طولها 6,5 أمتار، قد باشرت رحلتها الأحد باتجاه الأعماق.

كما كان من المقرر أن تعود إلى سطح البحر بعد سبع ساعات لكن الاتصال فقد بها بعد أقل من ساعتين على انطلاقها.

وحذّر خفر السواحل الأميركي ظهر الثلاثاء من توفر "حوالي 40 ساعة من الهواء الذي يسمح بالتنفس" فقط على متن الغواصة.

إهمال محتمل

ومنذ بدء عمليات البحث الأحد، كشفت تفاصيل تدين شركة "أوشنغيت" مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.

وظهرت شكوى رفعت العام 2018 واطلعت عليها وكالة "فرانس برس" جاء فيها أن مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة.

وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.

وشارك في الرحلة صاحب شركة "أوشنغيت" الأميركي ستوكتون راش.

بين الأشخاص الموجودين في الغواصة رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينغ البالغ 58 عاما الذي أعلن عبر إنستغرام مشاركته في الرحلة الخارجة عن المألوف.

وبين ركاب الغواصة أيضاً الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول هنري نارجوليه (77 عاماً) والمتخصص بحطام تايتانيك، بحسب إفادة لعائلته.

وعلى متن الغواصة أيضاً رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود البالغ 48 عاماً ونجله سليمان (19 عاما) بحسب هذه العائلة الثرية، ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة "تايتانيك" التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.

يذكر أن سفينة "تاتانيك" غرقت في رحلتها الأولى في نيسان/أبريل 1912، بعدما اصطدمت بجبل جليد ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها، وعثر على حطامها في 1985 على بعد 650 كيلومتراً من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ويستقطب الحطام منذ ذلك الحين صائدي كنوز وسياح.