قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن أسماء رفيعة المستوى من الحزب الديمقراطي غادرت غاضبة اجتماعًا مصغرًا ومغلقًا حول سوريا، جمع بين الديمقراطيين والجمهوريين، بالبيت الأبيض، الأربعاء.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها ترامب على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، ضمنها بعدد من الصور التي التقطت خلال الاجتماع، حيث ذيلها بتعليقات وضح فيها مضمون كل صورة.
الصورة الأولى التي نشرها ترامب جمعت كلًا من نانسي بيلوسي، زعيمة مجلس النواب، وتشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، وستيني هوير، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، وعلق عليها قائلا "هل تعتقد أنهم يحبونني؟".
وفي تغريدة تالية نشر ترامب صورة لبيلوسي وهي تتحدث واقفة وقال أسفلها "العصبية بيلوسي تحولت إلى مجنونة من العصبية".
وفي التغريدة الثالثة نشر ترامب صورة لمقعدي بيلوسي، وشومر وهما شاغران، وعلق قائلا "الديمقراطيون، وبيلوسي وشومر غادروا قاعة الاجتماع في شدة الغضب دون فعل أي شيء".
أما في التغريدة الأخيرة قال ترامب "بيلوسي بحاجة إلى مساعدة عاجلة، فهي إما لديها مشاكل مع جيرانها الذين يسكنون فوقها وإما لا تحب هذا البلد العظيم. فلقد تحولت إلى مجنونة في اجتماع اليوم بالبيت الأبيض بسبب العصبية. ومن المؤسف مشاهدة هذا الوضع. لذلك ادعوا من أجلها إنها إنسانة مريضة للغاية".
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، قرار بيلوسي الانسحاب بأنه "محير ولكن غير مفاجئ"،مضيفة في بيان على "تويتر" أن القادة الجمهوريين المتبقين، بعدما اختار الديمقراطيون الخروج، عقدوا اجتماعا مثمرا".
وتابعت قائلة "ولم يكن مفاجئًا عدم إظهارها بيلوسي النية للمشاركة في اجتماع للأمن القومي. ولقد فضل الديمقراطيون الانسحاب أمام الكاميرات وهم في قمة الغضب".
وعقب الاجتماع أدلت بيلوسي، وشومر بتصريحات صحفية في البيت الأبيض، قال فيها الأخير "لقد كان ترامب مهينًا لبيلوسي بشكل كبير لكنها حافظت على هدوئها، غير أنه قال إنها سياسية من الدرجة الثالثة. وهذا ليس حوارًا، وإنما حديث يفتقر للأدب".
فيما قالت بيلوسي إن ترامب انفجر غضبًا من مشروع القرار الذي أقره الكونغرس، وأدان قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، مضيفة "أقولها وكلي أسف لقد شاهدنا تحول ترامب للجنون غضبًا".
وناقش الاجتماع المذكور آخر التطورات على الساحة السورية، وعملية "نبع السلام" العسكرية التي تشنها تركيا شمالي البلاد لدحر التنظيمات الإرهابية، وإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة.
ووافق مجلس النواب، حيث يهيمن الديمقراطيون، بأغلبية 354 صوتًا ورفض 60 على مشروع قرار قدمه كل من نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، إليوت إنجل، والجمهوري مايكل مكول، ويندد بقرار ترامب (جمهوري) الخاص بالانسحاب من شمالي شرقي سوريا؛ بسبب عملية "نبع السلام" التركية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الاثنين الماضي، أن سحب القوات الأمريكية جاء على خلفية رفض واشنطن "الانخراط في قتال ضد تركيا الحليف القديم بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، نيابة عن قوات سوريا الديمقراطية".
وبمشاركة الجيش الوطني السوري، أطلق الجيش التركي، في 9 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال شرقي سوريا؛ لتأمين الحدود التركية، وتطهير المنطقة من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.