قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الأحد، إن بلاده ستفشل محاولة الانقلاب على السلطة الشرعية.
جاء ذلك في مقابلة لمادورو مع قناة "سي إن إن تورك" التركية، تحدث فيها عن المستجدات في بلاده.
وأضاف مادورو أن فنزويلا تخوض حربا تاريخية من أجل الديمقراطية والاستقلال.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقف وراء جميع ما تشهده فنزويلا من مستجدات في الوقت الراهن.
وقال مادورو "يهاجموننا ويعتقدون أن فنزويلا حديقتهم الخلفية"، مبينا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبلها إدارتا الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما استهدفت بلاده.
وشدد رئيس فنزويلا على أن بلاده تعرضت للعديد من الهجمات منذ وفاة الرئيس السابق، هوغو تشافيز في 2013.
واستدرك أن وتيرة الهجمات على بلاده ارتفعت مع وصول إدارة ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة عام 2016.
وأضاف "تهاجمنا الولايات المتحدة منذ أن جاء هذا الشخص ذي الأفكار المتطرفة (ترامب) إلى سدة الحكم، والآن خططوا لمحاولة انقلاب ضد بلادنا".
وأكد الرئيس الفنزويلي أن تنصيب رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه "رئيسا" للبلاد يعد انتهاكاً للدستور.
ولفت مادورو إلى أن وكالات الأنباء الأمريكية وصحيفة واشنطن بوست، كتبت عن أن ترامب أمر شخصيا السيد غوايدو في 22 يناير/ كانون الثاني الحالي، بتنفيذ محاولة الانقلاب.
ومضى قائلا "هنالك اليوم محاولة انقلاب مخطط لها منذ فترة طويلة، وبدأت الآن تنفيذها ضد الثورة البوليفارية، ولقد تغلبنا حتى يومنا على العديد من الصعوبات والآن نواجه محاولة انقلاب".
وتطرق مادورو إلى اتصال الرئيس رجب طيب أردوغان به، وتأكيده دعم تركيا للحكومة الشرعية في فنزويلا.
وأوضح في هذا الإطار أن "السيد أردوغان رجل شجاع يحترم القيم، ونحن نثق بتلاحم الشعب التركي مع الرئيس أردوغان".
وتابع "في الحقيقة لم أكن أعلم تلك الليلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد السيد أردوغان (في يوليو/تموز 2016)، لا سيما أنني لم أكن مطلعا على ما يجري في تركيا؛ ولكن حينما وصلتني أخبار محاولة الانقلاب في تركيا، وشاهدت صور الأبطال في الشوراع وهم يدافعون عن بلادهم، قلت لوزير خارجيتي أن يدين هذا الهجوم على الفور".
ولفت مادورو إلى أن "الإعلام الغربي كان ينقل أنباء محاولة الانقلاب في تركيا على أنها تطور جيد، وكان ضد أردوغان، ومنذ ذلك الوقت ونحن صديقان أنا والسيد أردوغان".
وأردف "يمكنني القول إن أردوغان صديق جيد، وأنا أكن المحبة للإنسان التركي، وفي الحقيقة لدى تركيا تاريخ مهم ورائع، وأنا ممتن لأنها دعمت ووقفت إلى جانبنا باسم الديمقراطية".
الرئيس الفنزويلي أكد أن بلاده ستتغلب على المحن التي تمر منها عبر الدستور والعدالة، معربا عن انفتاحه للحوار.
وبخصوص إمهال دول أوروبية، فنزويلا 8 أيام لإجراء انتخابات أو الاعتراف بـ"غوايدو" رئيسا مؤقتا للبلاد ، قال مادورو إن "أوروبا ترتكب خطأ جديدا مع فنزويلا".
ووصف الموقف الأوروبي بـ "الوقح"، مضيفاً "عليهم أن يسحبوا هذا الإنذار، لا يمكن لأحد أن يقدم لنا إنذارا".
وأشار مادورو إلى أنه حصل على 65 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي، كما لفت أن انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان) ستجرى عام 2020.
وقال إن النظام الانتخابي في فنزويلا حديث جدا، ويستخدم نظاما وطنيا للمراقبين على الانتخابات.
وأشار مادورو أن الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في سفارة واشنطن بكاراكاس غادروا البلاد، إلا أنه تم الاتفاق على استمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن حماية مسؤولي كل منهما لدى الآخر، وبقيت مجموعة صغيرة من الدبلوماسيين في كلا البلدين للمشاركة في تلك المفاوضات التي ستستمر لمدة 30 يوما.
وأضاف أنه لا توجد علاقات سياسية ولا دبلوماسية بين بلاده والولايات المتحدة، واصفاً تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مجلس الأمن الدولي، السبت، بخصوص فنزويلا بأنها "كلمات تصدر عن دولة في طور الأفول".
وتابع "بومبيو يتحدث باسم دولة تقوم بتهديدنا، إلا أن قوة تلك الدولة آخذة في الأفول، يوجد في العالم الآن دولا قوية وزعماء جدد، وتوجد دول متطورة جدا من الناحية الاقتصادية والسياسية".
وقال مادورو "بومبيو لا يحترم أحدا، ويعتقد أنه يمكن بالتهديد والصياح فرض الإملاءات. لا أحد يستطيع الصراخ علينا. يمكنهم أن يقولوا بحقي ما يشاؤون ولكنني أحمي بلادي وشعبي وتاريخي".
وزاد "سيرى الشعب التركي أننا من سينتصر في النهاية، وسنتغلب على هذه المحاولة الانقلابية".
واعتبر مادورو أن ترامب ليس زعيما يمكنه التعامل مع المشاكل والأزمات، متهما إياه بـ "الاستخفاف بفنزويلا وبأمريكا الجنوبية وبالعالم أجمع".
وأضاف "(ترامب) يستخف بالعالم أجمع، وباعتباري من أمريكا الجنوبية يمكنني القول إنه يكرهنا، وهذا أمر لا يمكن القبول به لأنه لا مكان في العالم اليوم للعنصرية ولا للازدراء".
وقال مادورو إن بلاده تتعرض للعديد من الهجمات المالية والاقتصادية، إلا أنها ستتغلب خلال العام الجاري على التضخم المفرط.
