قال فريد ريان، الناشر والرئيس التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن بيان رئيس بلاده دونالد ترامب، بشأن السعودية على خلفية جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، تضمن رسالة واضحة وخطيرة لطُغاة العالم مفادها "ادفع مبلغًا كافيًا من المال للرئيس الأمريكي وانج بنفسك من الجريمة".
وفي مقال نشرته الصحيفة، وصف ريان بيان الرئيس الأمريكي بأنه "غريب وخاطئ وسخيف"، مؤكدًا على أن "ترامب قام بتبرئة السعودية من قتل الصحفي جمال خاشقجي بطريقة وحشية".
واعتبر أن ترامب عمد إلى تشويه صورة خاشقجي عبر اتهامه بأنه "عدو الدولة السعودية" ليعلن للعالم عدم نيته التضحية بعلاقته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 33 عامًا.
ريان أشار إلى أن بيان ترامب حول السعودية لا يساهم في حماية المصالح الأمريكية، بل على العكس هو "خيانة لها".
وشدّد على أن العالم لا يكون آمنًا أكثر عبر اتباع ازدواجية معايير من أجل دبلوماسية تتخلى عن القيم تجاه كل من يشتري الأسلحة الأمريكية مقابل مبلغ كاف من المال.
ورأى الصحفي الأمريكي أن ولي العهد السعودي تسبب بحدوث مجازر كبيرة لو ارتكبتها دول أخرى لواجهت موقفًا أقسى من الولايات المتحدة.
ولفت إلى ما خلصت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن ولي العهد السعودي أمر شخصيًا بقتل خاشقجي.
وأضاف أن على ترامب أن يشارك الرأي العام فورًا إذا كان هناك سبب يستدعي إهمال الاستنتاجات التي توصلت إليها الوكالة.
وبيّن أنه في حال عدم توفر أي دليل في هذا الإطار، فإنه يُؤخذ بعين الاعتبار فشل ترامب بمنصب الرئاسة وبالتالي يجب الآن إيلاء الأولوية لأمريكا للدفاع عن قيمها المقدسة ومصالحها الدائمة.
والثلاثاء، قال ترامب في بيان نشره البيت الأبيض حول العلاقات بين واشنطن والرياض، إن "الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكا قويا للسعودية، بهدف ضمان مصالحها ومصالح إسرائيل وبقية شركاء واشنطن في المنطقة".
وجاء موقف ترامب هذا، رغم إشارته في البيان ذاته إلى أنه من "المحتمل جدا أن ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) كان على علم بمقتل جمال خاشقجي".
وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.