باتت الحالة المزرية لسلاح الطيران الأمريكي أمراً يدعو للقلق. فوفقاً لتصريحات سلاح البحرية، 53 % من طائرات الأسطول لا تستطيع الطيران، وتشمل حوالي 1700 طائرة مقاتلة ودورية ونقل ومروحيات. والسبب في خروج هذه الطائرات عن الخدمة ليس اقتصاديا دائماً، فثلثها تقريباً يخضع للصيانة الدورية. لكن 53% نسبة أكبر من اللازم.
أما وضع الطائرات المقاتلة، فأكثر حرجاً لأهميتها في العمليات القتالية. تقول البحرية الأمريكية إن 62% من طائرات إف-18 خارج الخدمة؛ 27% منها تخضع للصيانة في الهنغارات و35% تنتظر الصيانة أو قطع الغيار.
ويقول المسؤولون في البحرية إنه تم تأجيل اقتناء 14 قطعة بحرية حتى عام 2018، بما فيها غواصة وسفينة و6 مدمرات وسفينتا نقل جنود وسفينة نقل بحري وثلاثة سفن ألغام. وإنه ليس بوسعهم المضي في برامج شراء القطع التي لم تُدرج في ميزانية 2016، بما في ذلك مروحيات وصواريخ جو-أرض وصواريخ مضادة للسفن.
وقد أكد عدد من كبار القادة العسكريين الأميركيين أمام الكونغرس الثلاثاء أن الجيش الأمريكي في حالة مزرية بسبب التقشف المالي الذي فرض على موازنته لسنوات عديدة والحروب التي أنهكته على مدى العقدين الأخيرين.
الجنرال ستيفن ويلسون، نائب قائد سلاح الجو، قال خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن الأسطول الجوي الأمريكي وعناصره الـ311 ألفا هو اليوم "الأصغر حجما والأقدم سناً في تاريخنا"، في إشارة إلى عديد هذا السلاح ومتوسط عمر عتاده وعدد طائراته القابلة للاستخدام. وأضاف أن طياري المقاتلات والطائرات الحربية "يقومون بما معدله 10 طلعات و14 ساعة طيران شهريا وهذا ضئيل جداً"؛ وذلك بسبب قطع التمويل عن برامج التدريب وساعات الطيران.
من جهته قال الأميرال بيل موران، نائب قائد سلاح البحرية: "لدينا طائرات هورنيت حربية عمرها الافتراضي أن تطير ستة آلاف ساعة ونحن ندفعها نحو الثمانية آلاف والتسعة آلاف ساعة". وأضاف: "خلال يوم اعتيادي في البحرية، هناك ما بين 25 إلى 30% من طائراتنا في المراجعة أو الصيانة". بدوره قال الجنرال غلين والترز، نائب قائد سلاح مشاة البحرية: "لدينا تأخير بأكثر من 9 مليارات دولار في الإنفاق على صيانة منشآتنا التحتية".
وخلال الجلسة اكد الضباط أن مطالبتهم بتمويلات إضافية لا تعني أنهم لا يؤيدون الاقتصاد في النفقات حيث يمكن ذلك. وذكَّر الضباط أعضاء اللجنة النيابية أن سلاحي البر والجو يؤيدان إغلاق عدد من القواعد العسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد لأنهم يعدوها غير ذات جدوى لكن الكونغرس يرفض إغلاقها. وقال الجنرال ويلسون: "نعتقد أن لدينا في قواعدنا فائضا في القدرات نسبته 25%".
وقد عرض هؤلاء القادة وجهة نظرهم هذه على الرئيس دونالد ترامب الذي اقتنع بها واعداً بإعادة بناء الجيش بزيادة مخصصاته بعدما كانت النفقات العسكرية خضعت للتقشف في عهد باراك أوباما. لكن اقناع ترامب وحده لا يكفي، فعليهم إقناع الكونغرس أيضا لأنه هو من يمسك في النهاية بالموازنة.
وكانت إدارة أوباما استفادت من سحب القوات الأمريكية كليا من العراق وجزئيا من أفغانستان لخفض النفقات العسكرية. لكن حتى مع هذا الخفض، لا تزال ميزانية البنتاغون تشكل 3,3% من إجمالي الناتج المحلي أي حوالي 600 مليار دولار ما يضعها في المرتبة الأولى عالميا بفارق شاسع عن موازنات بقية الجيوش في العالم.