أصدر الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، أوامر بالعفو وتخفيف الأحكام عن 209 أشخاص، بينهم ماننغ؛ وماننغ عسكرية سابقة في الجيش الأمريكي حكم عليها بالسجن مدة 35 عاماً لتسريبها معلومات عن عمليات الجيش الأمريكي إلى موقع ويليكيس.
وفي 21 اغسطس آب 2013، قضت محكمة عسكرية أمريكية بالسجن على المقاتل الأمريكي برادلي ماننغ بالسجن مدة 35 عاماً لتسريبه أكثر من 700.000 وثيقة سرية عن انتهاكات للجيش الأمريكي لقواعد الاشتباك العسكري في العراق وأفغانستان، إلى موقع ويكيليكس الذي قام بنشر هذه المعلومات عام 2010. وفي نيسان 2014، قضت محكمة ولاية كنساس بتغيير اسم ماننغ من برادلي إلى تشيلسي بعد أن غيّر هذا الأخير جنسه ليصبح امرأة.
ورغم أن الجيش الأمريكي رفض الاستجابة لطلب ماننغ بتغيير جنسه في سجلاته إلى أنثى، إلا أنه أقر في 13 سبتمبر/ ايلول من العام الماضي إجراء العسكري جراحة لتغيير جنسه.
وكان ضمن الملفات التي سربها ماننغ، وهو ما بات يدعى إعلامياً "غارة بغداد"، تسجيلاً مصوراً لمروحيتين أمريكيتين تستهدفان 10 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى مليشيا جيش المهدي الشيعية، في منطقة حي الأمين ببغداد، بينهم موظفون في وكالة رويترز يقومون بتصوير عناصر الميليشيا وهم يهاجمون مركبة "همر" أمريكية.
من جانبه أعرب محامي ماننغ، تشيس سانتياغو، عن ارتياحه وامتنانه للرئيس الأمريكي "لفعل ما هو صحيح وتخفيف حكم تشيلسي ماننغ". وتابع في بيان تداولته وسائل الإعلام الأمريكية: "منذ اعتقالها، وتشيلسي معرضة إلى فترات مطولة من الحجز الانفرادي بسبب محاولتها الانتحار، وقد تم حرمانها من الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة".
وشملت أوامر أوباما العفو عن الجنرال في قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) جيمس إدوارد كارترايت المدان بتهمة "الكذب" على السلطات الفيدرالية في تحقيقات تتعلق ببرنامج محاربة القرصنة الإلكترونية.
وفور صدور العفو الرئاسي، عبَّر موقع ويكيليكس عما وصفه "بالانتصار". وقال الموقع في تغريدة على حسابه على تويتر: "انتصار: أوباما يخفف الحكم الصادر بحق تشيلسي مانينغ من 35 عاما إلى 7 أعوام". كما كتب أسانج على تويتر: "شكراً لكل من شارك في الحملة للعفو عن تشيلسي مانينغ. إن شجاعتكم وتصميمكم جعلا المستحيل ممكنا".
وكان مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، أكد قبل أيام استعداده لتسليم نفسه إلى الولايات المتحدة إذا ما وافق أوباما على العفو عن الجندي السابق الذي تحول جنسيا في السجن وأصبح امرأة تدعى تشيلسي مانينغ. حيث كتب موقع ويكيليكس في تغريدة على تويتر الخميس: "إذا ما أصدر أوباما عفواً عن مانينغ، فإن أسانج يوافق على تسليمه إلى الولايات المتحدة بالرغم من عدم دستورية ملف وزارة العدل الفاضح".
ولجأ أسانج إلى سفارة الأكوادور في لندن منذ حزيران/يونيو 2012 لتفادي تسليمه إلى السويد التي تطلبه بتهمة اغتصاب، في قضية ينفيها ويقول إنها تلفيق أمريكي للقبض عليه. إذ يخشى أسانج في حال اعتقاله أن تسلمه السويد بعدها إلى الولايات المتحدة حيث يمكن أن يحاكم في قضية مئات آلاف الوثائق السرية العسكرية والدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس بعدما سربها له الجندي السابق برادلي مانينغ.